ياالله كم كانت سعادة ناصر كبيرة ،ومن هنا انطلقت ، فطلبت منه أن نرسم شيئا جديدا , ألا وهو السمكة ، وفجأة اختفى بريق الفرح والسعادة من عينيه وبدأ عليه علامات الرفض والحزن فقال : لا ،لا اعرف ماهي السمكة ؟ قالها بتذمر وعصبية .ومن هنا بدأت فأحضرت له صور كثيرة وجميلة للسمك وسردت عليه قصة مشوقة ، ولكنه غضب … وقال: لي لا لا أريد رسم سمكة .

عندها توقفت وقررت ان اتخذ خطوة أخرى مغايرة فطلبت المساعدة من ام ناصر ،

فوافقت على الفور وكما اقترحت عليها اخذته الى محل بيع الأسماك والتقطت له الكثير من الصور ومن خلفه أحواض الأسماك المختلفة .

وقال لأمه باللهجة الاماراتية (رائحتهاخايسة )،وهنا انتهت زيارته لمحل الأسماك .

في اليوم التالي ومن دون ان اساله بدأ يقص علي ما رآه بالأمس وعن الأسماك وملاحظاته حتى انه قال لي (رائحتها خايسة )اَي كريهة .

وفي نفس اليوم كنت قد أعددت نفسي لأصحب ناصر ووالدته إلى بحيرة الأسماك هذه المرة وأخذت معي فتات الخبز وطلبت منه أن يساعدني في اطعام السمك في البحيرة ،عندها نظر إلي متعجبا وقال :لكن السمك لا يتحرك ،فطلبت منه أن يمعن النظر في الماء لانها تتحرك ،عندها بدأت المفاجاة ناصر يمعن ويطيل النظر في السمك بانتباه شديد ،فصرخ فرحا سمكة كبيرة ،سمكة صغيرة

يا الله ما أسعدني بك يا ناصر .

يوم دراسي جديد ورحلة جديدة ،ناصر يرسم سمكة على مراحل وخطوات :

المرحلة الأولى // رسم دائرة (السمكة) داخل الدائرة الكبيرة ، دائرتان صغيرتان داخل الدائرة الكبيرة (العينان ) ونصف دائرة (الزعانف )والذيل وخطوط متموجة (القشور).

المرحلة الثانية //السمكة تسبح بالبحيرة

المرحلة الثالثة //رسم سمكة كبيرة وأخرى صغيرة

ومن هنا نجح ناصر برسم السمكة بعد أن أحبها وتعلق بها . أما الآن فآن الأوان لرسم الأشخاص بإذن الله سنكمل في المقال القادم .